الجمعة، 15 يوليو 2011

من كشكول ذكريات العيد

لم يعد لعنصر الزمن في قصتنا هذه ، معنى .. فأنا وابن عمي نسينا أو تناسينا كم من السنين مرت على ذاك الوعد ، لكننا لازلنا ، وكما تعاهدنا " سنبقى " نذكر وعد عمنا الأصغر حين كنا أطفالاً ولم يك بعد قد صار أباً أن يأخذنا " نحن الاثنين فقط " في رحلة خاصة لمدينة " محمد بن فهد الترفيهيه " ... يومها تناثرت " العشرات والخمسات " من أيدينا فرحاً بالوقت اللامحدود برغبة أبوينا وبالمتعة اللامتناهية بتعبِ الأهل ..

تناثرت تلك الفرحة لؤلؤاً على خد الطفولة ورذاذاً غسل الدنيا وصباحات العيد بمطرِ وجدنا فيه متعةً تقوى على إبراء الجرح .

مرت الأيام وكبرنا .. وأتى العيد من قابل ، ووعَدَنا ، لكن السماء شاءت مرة أخرى ، مشيئتها لم تكن يومئدٍ مطراً بل ظروفاً خاصة به أحالت الوعد إلى بند " يؤجل حتى إشعارٍ آخر " ..

أما الإشعار الآخر ذاك فحين أقبل يوم العيد الآخر ، ألغته صراخات ولي عهده الموعود .. بطفولتنا ، لم نستمرء مبرره ذاك لكن ماحيلة الطالب أمام المطلوب إلا الرجاء .. لم يُفلح معه الرجاء فمرّ العيد ونحن نغفر للمرة الثالثة حنثه باليمين ولا وفاءه بالوعد.

كبرنا وكبر ولي عهده و " النائب الثاني " فصارت تلك حكايتنا السنوية كل عيد .. نضحك ويضحك ولا من يفهم سوانا نحن الثلاثة ..

للحق صرنا ندافع عن لا وفاءه بالوعد ، كأنه قدر الطفولة أن تسمع دروساً عن بشاعة اللاوفاء وقدر الرجولة أن تمارسه ويمر الزمان لتضحك عليه حكايةً وذكرى ... وللحق فحكايتنا معه تمتع وتستجلب الكثير من النشوة والفرح كلما استحضرناها.


قبل ذكرى العيد الـ ...طعش على تلك الحكاية .
26 رمضان 1427هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق